لدي غازات في معدتي باستمرار، وأشعر برغبة في التبرز، ولكن البراز لا ينزل كله، حيث أشعر بأن جزءً منه لم يخرج، وهذا يسبب لي عدم ارتياح وتلبك في البطن، وكأني أصلي وأنا أدافع البراز والبول، وهذا سبب لي مشكلة كبيرة في الطهارة والصلاة، حيث أشعر بأن صلاتي كلها باطلة، ولقد ذهبت الى الكثير من الأطباء وأخذت العلاج ولكن بدون أي فائدة. وإذا دخلت الخلاء أبقى وقتاً طويلاً، وعندما أصلي ينتقض علي الوضوء باستمرار، وأعيد مرة واثنتين، ولقد تعبت كثيراً من التكرار حتى أصبحت الصلاة حملاً ثقيلاً جداً، فأنا الآن أدخل الخلاء ثم أصلي على حالي الذي ذكرت لكم ولا أعيد، فهل صلاتي بهذه الكيفية صحيحة؟ (أصلي مع خروج الغازات باستمرار، وأصارع البول والبراز بسبب المرض) مع العلم أن طبيعة عملي تتطلب مني المبيت في مكان العمل يومين في الأسبوع، وبالتالي تزيد معاناتي في الصلاة، ولااعرف ما الحل في هذا الحال؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛
فإنَّ خروج الريح من نواقض الوضوء المتفق عليها بين أهل العلم، لما ثبت في الصحيحين أنَّه شُكِي إلى النبي صلى الله عليه و سلم الرجل يجد في الصلاة شيئاً أيقطع الصلاة؟ فقال: "لا حتى يسمع صوتاً، أو يجد ريحاً".
لكن إذا كان خروج الريح مستمراً، ويشق على المرء الاحتراز منه، وهو ما يسمى بالسَّلَس، فإنَّه يُخفَّف فيه، ويكتفى بالوضوء لكل صلاة بعد دخول الوقت، ولا يبالي بما خرح بعدها؛ لما ثبت في صحيح البخاري أنَّ فاطمة بنت أبي حبيش جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر، أفأدع الصلاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا إنما ذلك عرق وليس بحيض، فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي. قال: وقال أبي: ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت". فاكتفى بأمرها بالوضوء لكل صلاة، مع استمرار خروج الدم منها.
قال ابن قدامة في المغني: "وإن توضأ -يعني صاحب السلس- بَعد الوقت صحَّ، وارتفع حدثه، ولم يؤثر فيه ما يتجدد من الحدث الذي لا يمكن التحرز منه".
فعليك أن تتوضأ لكل صلاة بعد دخول الوقت، وصلاتك صحيحة بإذن الله.