السلام عليكم، هل صلاة الجمعة عند السفر تسقط؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛
فإنَّ للمسافر حالتين:
الأولى: أن يكون وحده، أو مع جماعة مسافرين مثله خارج البلد، وليس معهم مقيمون. ففي هذه الحالة لا تجب عليهم الجمعة، بل لو صلَّوها لم تصح منهم، وعليهم إعادتها جمعة؛ والدليل على هذا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أسفاراً كثيرة، صادف بعضها يوم الجمعة -كما في حجة الوداع- ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلاها. وهو محل إجماع من أهل العلم.
الثانية: أن يكون المسافر نازلاً في بلد تُقام فيه الجمعة، فقول عامة أهل العلم أنَّها لا تجب عليه، بل يصلي في مكانه ظهراً. وقد حُكِي عن بعض أهل العلم أنَّ من شهد الجمعة في بلد وهو مسافر عليه حضورها وأداؤها مع المسلمين. وهذا محمول على الاستحباب. قال ابن المنذر في الأوسط - بعد أنَّ حكى عن الزهري أنه قال: إنْ سمع المسافر أذان الجمعة وهو في بلد فليحضر معهم- قال: "يحتمل أن يكون أراد استحباباً، ولو أراد غير ذلك كان قولاً شاذاً خلاف قول أهل العلم، وخلاف ما دلت عليه السنة".
وعليه فلا تجب على المسافر الجمعة، فإن كان نازلاً في بلد ولم يشق عليه شهودها فالأولى حضورها حتى لا يفوته ما فيها من خير وبركة، وله أن يصليها في مكان نزوله ظهراً ولا شيء عليه والله أعلم.